العقل إن لم يستخدم وفق حدوده فإنه ينحرف

قيل قديما أن قرية في الهند يسكنها مسلمون، كانت بعيدة عن المدينة،
وكان أحد أفراد هذه القرية يخرج منها مرة كل شهر على حماره (أجلكم الله)
ليذهب إلى المدينة فيشتري منها احتياجات أهل القرية، وخرج يوما إلى
المدينة فلما عاد إليها مات حماره في الطريق، ولم يكن ثمة مواصلات كما هو
في يومنا هذا، فجلس عند حماره ينتظر الفرج، ولما خشي على نفسه أن يتأذى من
جيفة الحمار قام بدفن جيفة الحمار، وجلس بجانب قبر الحمار يصلي ويدعو الله
وهو يبكي، عسى أن يفرج الله كربته، وبينما هو كذلك إذ مر نفر من غير
المسلمين فرأوا هذا الرجل يصلي ويدعو عند القبر فظنوا أنه قبر لأحد
الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين، فجلسوا يتعبدون عنده، ولم يأبه بهم
صاحب الحمار بل ذهب وتركهم عندما وجد من يوصله إلى قريته، ظل هؤلاء
يتعبدون ويأتون إلى هذا المكان، فعمروا المكان، وازداد الزوار، فبنوا على
القبر (قبر الحمار) معبدا، وظلوا يتعبدون فيه، ولما استعمرت الهند من قبل
الإنجليز أراد الإنجليز أن يشقوا طريقا في الجبال فاعترضهم المعبد
المذكور، فطلبوا إزالته، فثار الناس في هذا المعبد ورفضوا إزالة المعبد،
وبعد عدة مفاوضات اتفقوا مع الإنجليز أن يبنوا لهم معبدا في مكان آخر وأن
ينقلوا لهم القبر برفاته دون أن يعرضوه لأي أذى، وتمت عملية النقل، وبينما
هم ينقلون الرفات مع الرمل انفرط الرمل من حول الرفات، فرأوا عظام الحمار
ورأسه الواضح، فتوقف الكهنة وتفكروا ما هذا؟ وبدل أن يدركوا أنهم كانوا
يقدسون حمارا، اختلفوا فيما بينهم، وبعد المناقشة والاختلاف انشق الكهنة
باجتهاداتهم إلى أربعة ديانات كلها كانت في عبادة الحمار.

فالعقل إن لم يستخدم وفق حدوده فإنه ينحرف وقد يؤدي بصاحبه إلى الهلاك.

إن
من أخطر ما مرت به الإنسانية هو أنها أهملت دور العقل فيما ظنت ألا دور له
فيه، والسبب في ذلك هو عدم معرفة واقع العقل، لذا فإن معرفة واقع العقل ما
هو؟ وكيف تتم العملية العقلية؟ وما هو الفكر؟ وما هو الخيال؟ هو الذي يحمي
الإنسان من الوقوع في الانحراف.

وكذلك غريزة التدين فإنها وإن كانت موجودة عند كل إنسان إلا أن إشباعها
دون وجود العقل الذي يسيطر ويوجه يكون وبالا على صاحبها، ومن هذا الباب
(باب إشباع غريزة التدين دون توجيه فكري) غزي المسلمون وضل بعضهم سواء
السبيل، ولذلك قال سادتنا الفقهاء: (إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو
يطير في الهواء فلا تغتروا به وأرجعوا أمره للكتاب والسنة) وقال آخرون:
(من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ثم تصوف فقد تحقق) فالعبرة ليست
بما يضفي مشاعر التقديس على الإنسان فيتأثر به، ولكنها بالعقل الذي يعي
فيوجه وينظم، لذا فإني عندما أفهم أحكام الشرع لا يمكن أن أقبل أن أرى
شيخي يفوت الصلاة، وعندما أسأله عن ذلك يجيبني: (لقد صليت في الكعبة ولكنك
لم ترني) أو كما حصل عند بعض الضالين عندما رأوا شيخهم يفعل الفاحشة في
أحد تلاميذه فسألوه في ذلك فقال: إن سفينة للمسلمين فيها خرق وإني أسده
لهم كي لا يغرقوا. (مع الاعتذار لمشاعر القراء الكريمة) فصدقه تلاميذه
وقالوا: لقد وصل شيخنا إلى مرتبة لم نصلها فهنيئا له؛

فحسبي الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
تحياتي
اختك في الله قطر الندى

لا حول ولا قوه الا بالله صحيح انوا العقل نعمه من الله
الله يعنينهم على آخرتهم والله يهديهم ويصلح أمرهم
اتفقوا جميعهم عل انهم يعبد وا حمار !!!!!!!!!
من جد شيء لا يصدق حسبنا الله ونعم الوكيل
شكرأ لك أخي "أبو أميد"
تحياتي بقايا حلم

شكرا للاخت قطر الندى وبقايا حلم على هذا التعقيب
ونسال الله ان يحفظ عقولنا

كلامك سليم أخ أبو أوميد والقصة بالفعل معبرة عن واقع مرير نمر به أيامنا هذه
فنرى الكثير من الناس ينجرون وراء شخصيات لا يعلمون لها أصل ولا مبدأ
فهؤلاء نقول عنهم قد أجروا عقولهم وتركوا غيرهم يفكر عنهم
ولكن هذا لن ينفعهم عند ربهم يوم يتبرأ الذين اتبعوا من الذين أتبعوا
وشكرا لك أخ أبو أوميد
وجزاك الله كل خير على هذا الموضوع العقلي

بوركت مديري الفاضل أبو وديع ؛

وأسأل الله أن يجزيك الجنة على هذا المنتدى الرائع الذي يعتبر منبرا تكنولوجيا للامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ وفعلا أن اكبر مصيبة وقعت فيها الامم السابقة والحالية حين ضلّت هو حينما همشّت دور

العقل والفكر واستخدامهما حينما تتعلق الامور بالناحية العقدية ، فالحق جل وعز يقول : ((ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) [الأعراف: 179