كيف تكون قوي الشخصية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أخي أبو شمارخة
شخصيتك أو ما يسمى بالشخصية تعتمد أساسا على ما تعقل وما تفكر وما تحمل من أفكار
وتعتمد على مقياس الأمور لديك
فمثلا الشخص الذي يتعامل مع ما حوله في الدنيا بمقياس الحلال والحرام نقول انه صاحب شخصية اسلامية
والعكس صحيح
ومن الناس من يتعامل مع الأمر مرة بقياس الحلال والحرام ومرة أخرى بمقاييس غربية ورأس مالية فنقول عنه انه صاحب شخصية فوضوية
أنت مسلم تغضب لما يغضب الله وترضى عما يرضي الله وتبتعد عن الحرام وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ..كل هذه الأعمال تقوم بها بناءا على أفكار موجودة لديك في عقلك وهي أنه الله تعالى هو خالقك وحقت عليك عبادته
تلقائيا ستكون أمام الناس نموذجا رائعا للشخصية الاسلامية بغض النظر عن شكلك ولباسك وغير ذلك من الأمور التي لا تدخل في تكوين الشخصية لديك

لعلك سمعت بالأحنف من قيس الذي قيل فيه أنه
إن غضب غضب لغضبه مائة ألف سيف من تميم لا يدرون فيم غضب.

فيا ترى هل كان الأحنف من القوة البدنية بمكان أو لديه من القوة العسكرية

مايجعله يفرض سيطرته على مائة ألف محارب، ينفذون أوامره بالضراء

والسراء لا يسألونه عن حيثيات قراره ولا مسبباته؟.

فالواقع أن الأحنف بن قيس لا يملك من مقومات القوة أي من هذين الأمرين،

فهو رجل ضئيل الجسم دميم الشكل ولا يملك قوة عسكرية ترغم الناس على

طاعته قسراً، وإنما يملك حسن الخلق والحلم والأناة، والتواضع، فهو الذي قال

عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمام ثلة من أشراف العرب:

" أعجزتم أن تكونوا مثل هذا، هذا والله السيد"، وقال عنه الحسن البصري: "

ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف بن قيس، ومناقبه كثيرة، وحلمه يضرب به المثل".

فبهذه المناقب ساد الأحنف في قومه ودانت له قبائل تميم بالولاء والطاعة،

بارك الله فيك أخانا أبو شمارخة
وجزاك الله خيرا أخانا أبو وديع على هذا التوضيح لمفهوم الشخصية ، وكأني فهمت منك أن الشخصية مكونة من قسمين : 1 العقلية 2 النفسية
أما العقلية فتعني مايحمله الانسان من أفكار ومفاهيم وقناعات
واما النفسية فهي مايقوم به الانسان من سلوك ومشاعر
ونجد بين هذا وهذا انه لايوجد للمظهر أو الشكل أي دور بل ان المظهر او الشكل هي عبارة عن قشور لا تدل اطلاقا على الجوهر ؛ وقديما قالوا : (( المرء بأصغريه : قلبه ولسانه )) .
اما حديث الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ وقوله : (( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف )) ، لا يمكن فهمه من أنه يقصد القوة البدنية الجسمانية ولايمكن فهمه كذلك اذ لو كان كذلك لكان كل انسان ضعيف البنية ( الجسم ) ليس خيرا ونحن نعلم ان القوة هي الصحة وهي من الله وليست في مقدور اي شخص بل هي قدر من الله فيمن يريد ، ولذلك فان المقصود بالمؤمن القوي بمعنى قوة الايمان ( اي الافكار التي تجعله مؤمنا بقدرة الله عز وجل ) بأن يؤمن ان الرزق والاجل بيد الله وأن ما اصابه لم يكن ليخطئه ويتصرف في حياته ( يعني سلوكه ) بناء على هذا الايمان ، وبذلك يكون مؤمنا قويا في شخصيته ( أي عقليته ونفسيته ) كما قيل عن الصحابة حين سألت عائشة _ عليها السلام _ عنهم فوصفتهم : ( كانوا قرآنا يمشي على الارض ) يعني يتمثلون القرآن باحكامه بأوامره ونواهيه بحيث أن سلوكهم منضبط مع مايقرؤون ويحفظون من قرآن .
وليس معنى ذلك أن الانسان لايغفل أو لاينسى أو أنه لايخالف السلوك الصحيح ، لا ليس كذلك الامر بل الانسان ينسى ويغفل ويضل ، ولذلك النفس ذكرت في القرآن الكريم ثلاثة أنواع وهي :
النفس الأمارة بالسوء
النفس اللوامة
النفس المطمئنة
والمسلم الحق يسعى جاهدا لتكون نفسه نفس مطمئنة وليست نفسا أمارة بالسوء لا سمح الله او نفسا لوامة
وكما ذكر أخي ابو وديع هنالك شخصيات فوضوية فمثلا يدرك ان الربا حرام فيصلي الفجر في المسجد ثم يخرج الساعة الثامنة صباحا الى العمل في البنك لتوقيع العقود الربوية ، فهو يعرف أن الربا حرام ولكن سلوكه غير ذلك ( فهو قد خاض في الربا ) نسال الله العافية .
وعلى ذلك فبناء شخصية اسلامية يتطلب اعدادا فكريا جيدا وهذا مافعله الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ ولنرى كيف كان عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ هذا الرجل الذي سلط عليه الضوء أخانا أبو شمارخة ، كان في الجاهلية يعبد صنما من تمر فاذا جاع اكله ، وكان قد وأد ابنته ( أي انه كان شخصية جاهلية بما يحمله من فكر ومايقوم به من سلوك ) بينما عندما اعتنق الاسلام ماذا اصبح ؟؟؟؟ اصبح الفاروق اصبح امير المؤمنين الزاهد الذي يحمل الطحين على ظهره ليوصله للمرأة لتطعم عيالها ...
فهو عمر في الجاهلية الرجل قوي الجسم الطويل الاصلع
وهو عمر في الاسلام الرجل قوي الجسم الطويل الاصلع
لكن مالذي ميّزه ؟؟؟ أنه الفكر نعم الذي ميزه وجعله شخصية سوية هو ما حمله من فكر اسلامي صافي بعد ان تربى في مدرسة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ فما كان من الرسول_ عليه السلام _ الا ان قال : (( لو كان نبي بعدي لكان عمر )).
أنه اتباعه للحق الذي جعل سلوكه سويا ؛
نعم صدق الحق عزّوجل حينما قال : (( أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى امن يمشي سويا على صراط مستقيم ))

لذلك فانا أفهم أن الشخصية عقلية ونفسية ؛ أفكار ومفاهيم وسلوك ومشاعر ولا دخل للمظهر بالشخصية وان كان المظهر احيانا يضفي على الانسان الوقار ان كان يرتدي لباس العلماء ( مثل لبس العمامة و الجلبية ( الدشداش ) ) او يضفي على الانسان عدم احترامه او الاقلال من شانه مثل ان يرتدي ملابس سبورت .
لكن لنا في هدي الرسول عليه السلام خير عبرة فهو قد قال : ( رب أشعث أغبر لو اقسم على الله لأبره ) فأين الشكل في هذا الحديث ؟؟ ! أين المظهر ؟؟! طبعا لايوجد .

هذا مبلغ علمي وارجو من الله أن أكون قد وفقت في مداخلتي هذه ، فما كان من خطأ فمن نفس وما كان من صواب فهو بتوفيق الله
وبارك الله فيكم